ديلي تلغراف: مقاتلو القاعدة بالعراق يعودون إلى ديارهم
اهتمت الصحف البريطانية اليوم الأربعاء بالشأن العراقي وتنظيم القاعدة، وقالت إن الموالين للقاعدة أخذوا يعودون إلى ديارهم ضمن مشروع منظم، وتحدثت عن عرض بريطاني يقضي بمنح اللجوء أو التعويض بالمال للعراقيين العاملين معهم، وعرجت على اختراق موقع شبكة القاعدة.
القاعديون يعودون
تحت عنوان "التمرد العراقي: القاعدة تعود إلى الديار" نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرها الثالث الذي يأتي ضمن سلسلة مؤلفة من سبعة تقارير أعدها مراسلها دامين ماكلوري من قلب ما أسمته بالتمرد في إقليم الأنبار بالعراق.
ويقول التقرير إن عملية التسوية القبلية الفريدة من نوعها سمحت "للتائبين" من الموالين السابقين للقاعدة بالعودة إلى ديارهم وعائلاتهم دون أن يتعرضوا لتهديد الاعتقال من قبل قوات التحالف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العمل الطوعي حظي بدعم القادة الأميركيين ولكنه يدار من قبل زعماء القبائل المحليين لإعادة تأهيل أبنائهم الذين توقفوا عن سلوك درب العنف.
وقالت ديلي تلغراف إن منطقة القائم الواقعة في أقصى غرب الأنبار شهدت تقدما ملموسا ضد خلايا القاعدة، ولكنها تواجه الآن أزمة بشأن عودة المواطنين السابقين الذين التحقوا بركب المقاتلين الإسلاميين بعد الغزو الأميركي عام 2003.
وتابعت أن الشيخ كردي رافي الشريجي الممثل الرئيس للقبائل في المنطقة كشف عن نظام رسمي ينطوي على إعادة تأهيل مواطنيهم السابقين الذي نبذوا القاعدة.
وقال الشيخ كردي "العديد من أبنائنا يريدون العودة إلى ديارهم وعائلاتهم" وأضاف "إذا كانوا شبابا، فإنهم لا يستطيعون الزواج أو الحصول على عمل خارج ديارهم، والكبار منهم الذين عملوا مع القاعدة يريدون العودة لاستئناف حياتهم".
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن الشيخ كردي أبرم صفقة مع التحالف الأميركي يقضي بمنح القادة الأميركيين دور الإشراف على عملية إعادة التأهيل.
وتبدأ العملية بموافقة الشيخ على مقدم الطلب الذي يتعهد بدوره بعدم العودة إلى نشاط التمرد.
ومضى الشيخ كردي يقول "إننا نقوم بفحص لخلفية الأشخاص لضمان عدم تلوث أيديهم بالدم العراقي، فإذا كانت أيديهم نظيفة نطلب منهم الكشف عن كل ما يعرفونه عن نشاط التمرد، وبهذه الطريقة نعرف مخابئ الأسلحة والخلايا غير المعروفة".
ومن جانبه علق الفريق أول جيسون بوم الذي يتطلب موافقته على تزكية الشيخ كردي، قائلا إن هذا البرنامج أصبح نموذجا يحتذى به في أجزاء أخرى من العراق كانت القبائل فيه انضمت للقتال ضد القاعدة.
المال أو اللجوء إلى بريطانيا
سلطت صحيفة تايمز الضوء على تصريح مكتوب لوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يشرح فيه مشروع منح العراقيين الذين عملوا مع القوات البريطانية حق الاختيار بين العيش في بريطانيا أو الحصول على تعويضات نقدية.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن التحول في سياسة الحكومة البريطانية جاء بعد حملة شنتها على مدى شهرين ركزت فيها على المأزق الذي يعيشه المترجمون العراقيون العاملون مع القوات الريطانية الذين تعرضوا لاضطهاد "المتمردين" بتهمة التعامل مع بريطانيا.
ورغم أن خطة المشروع ليست واضحة المعالم، فإنها قد تكلف ملايين الجنيهات الإسترلينية وتسهم في مساعدة مئات العراقيين وعائلاتهم.
وأشارت
تايمز إلى أن المشروع لم يرتق إلى صفقة شاملة مع جميع العراقيين البالغ عددهم نحو عشرين ألفا عملوا مع القوات البريطانية منذ الغزو عام 2003، غير أن المستفيدين الأساسيين من المشروع البريطاني هم الموظفون العراقيون الذين عملوا لصالح وزارة الدفاع والمهمات الدبلوماسية البريطانية في العراق وإدارة التنمية الدولية أو المجلس البريطاني، لأكثر من
شهرا حتى الثامن من أغسطس/آب الماضي.
ووفقا للمشروع، فإن بعض العراقيين سيتم مساعدتهم على الاستقرار في أماكن آمنة من العراق، والبعض الآخر سيمنح حق اللجوء والعيش في بريطانيا.
وكذلك ستتم تسوية أوضاع العراقيين الذين خدموا الحكومة البريطانية ويعيشون خارج بلادهم، وقد تقدموا في السابق بطلب اللجوء إلى بريطانيا، بحيث يُفتح باب اللجوء لهم بحسب القوانين الأممية، الأمر الذي سيسمح بدخول مئات العراقيين إلى المملكة المتحدة.
وسيكون خيار المال أو إعادة التوطين مفتوحا أمام المترجمين وأصحاب المهن الأخرى الذين عملوا لدى البريطانيين في العراق.
حادث أمني جديد
وفي الشأن العراقي أيضا قالت صحيفة ذي غارديان إن شركات أمن خاصة في العراق خضعت مجددا لفحص جديد الليلة الماضية على خلفية مقتل امرأتين بوابل من الرصاص لاقتراب سيارتهما من موكب أمني كان يسير داخل بغداد.
وقالت الصحيفة إن هوية الحراس الأمنيين مازالت مجهولة، غير أن المتحدث باسم الحكومة العراقية قال إن "حادثة اليوم هي جزء من سلسلة من الأعمال المتهورة التي ترتكبها الشركات الأمنية الخاصة".
والتقارير اللاحقة أشارت بحسب ذي غارديان إلى أن الحراس الذين يعملون لصالح شركة أسترالية تتخذ من دبي مقرا لها وتدعى "يُنتي رسورسس غروب"، أطلقوا النار على المرأتين.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة جاءت بعد ساعات فقط من مطالبة الحكومة العراقية لشركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية بدفع تعويضات تقدر بـ 136 مليون دولار للعائلات التي فقدت أفرادها في الحادثة التي وقعت الشهر الماضي وقد حصدت 17 وجرحت أكثر من عشرين آخرين.
اختراق موقع القاعدة
قالت صحيفة ديلي تلغراف إن تسريب مسؤولين في الإدارة الأميركية لشريط زعيم تنظيم القاعدة الأخير وتسليمه إلى البيت الأبيض أوحى للتنظيم بأن موقع الشبكة العنكبوتية الذي يستخدمه منذ سنوات لأغراضه الدعائية قد تعرض لاختراق أمني.
ونسبت الصحيفة إلى ريتا كاتز المؤسسة لموقع المجموعة الاستخبارية (سايت) التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، قولها إنها اشتكت إلى الحكومة الأميركية من أن مسؤولين سلموا نسخا عن شريط بن لادن لقناة فوكس الإخبارية قبل ساعات من الإعلان الرسمي للقاعدة عن هذا الشريط.
واشارت الصحيفة إلى أن موقع سايت حصل على شريط الفيديو عبر اختراق أمني لشبكة القاعدة الإلكترونية، وقام بتمريره إلى البيت الأبيض بشرط أن يبقى سرا.
غير أن هذا التسريب جعل القاعدة تدرك بأن سايت تمكن من الاختراق، وقالت ريتا إن "جميع التقنيات التي تطلبت سنوات لتطويرها أصبحت الآن غير فاعلة وعديمة الجدوى" وأضافت "كنا قادرين على إنشاء مصادر تزودنا بمعلومات هامة وفريدة عن عالم القاعدة الخفي".
المصدر:
الصحافة البريطانية