مثقفون فلسطينيون وعرب يقاطعون أنشطة إسرائيلية للتطبيع
المثقفون يدعمون الحملة الفلسطينية لمقاومة التطبيع
(الجزيرة نت)عاطف دغلس-نابلس أعلن عدد من المثقفين والفنانين الفلسطينيين والعرب مقاطعة أنشطة إسرائيلية وفلسطينية متزامنة بعضها مع بعض ستقام في مدينتي أريحا وتل أبيب في الـ18 من الشهر الجاري.
وبدأت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل استعدادتها لمقاطعة الأنشطة والفعاليات التي تنوي مؤسسة يقودها إسرائيليون ودوليون وبعض الفلسطينيين تدعى "صوت الملايين لإنهاء الصراع" بشكل متزامن في تل أبيب وأريحا، تتضمن عروضا لفنانين مشهورين مثل برايان آدامز وإلهام مدفعي في الـ18 من الشهر الجاري.
وأكدت الحملة في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن الهدف من هذا النشاط، كما أكد موقع المؤسسة الإلكتروني باللغة الإنجليزية هو تسجيل سابقة يتحد فيها عدد هائل من الإسرائيليين والفلسطينيين ضد التطرف العنيف"، بينما يتحدث موقع المؤسسة ذاتها باللغة العربية عن "إنهاء العنف والاحتلال والإرهاب التي ظلت لفترة طويلة تعرف حياة الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضافت الحملة "واستنادا إلى معايير المقاطعة المتبعة من قبل قطاعات واسعة في المجتمع المدني الفلسطيني والمعدة من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، فإن هذا النشاط يندرج ضمن مشاريع التطبيع ويخالف نداء المقاطعة وسحب الاستثمار والعقوبات ضد إسرائيل، الذي وقع عليه أكثر من 170 اتحادا ومؤسسة وحزبا سياسيا ونقابة تمثل مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني".
أسباب المقاطعةوأوضحت الحملة أن هناك عدة أسباب للمقاطعة، ومنها أن يطلب من جميع المشاركين في هذا النشاط المنوي إقامته في ستاد أريحا في الـ18 من الشهر الجاري التوقيع على برنامج المؤسسة السياسي والمنشور باللغة الإنجليزية فقط، الذي يحمل الفلسطينيين والإسرائيليين مسؤولية متساوية عن الصراع.
"
حملة المقاطعة: النشاط يقام برعاية أطراف إسرائيلية متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في إدامة الاحتلال وأشكال الاضطهاد الإسرائيلي الأخرى، مثل حزب الليكود المعادي لحقوقنا الوطنية
"ولا يدعو البرنامج السياسي الذي من المفترض أن يوقع عليه كل مشارك إسرائيل إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ولا إلى انصياعها الكامل للقانون الدولي عبر تفكيك الجدار وإنهاء احتلالها واستعمارها لكل الأراضي العربية حسب المحددات الدولية، والاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين المكفولة دوليا، وعلى رأسها حق العودة، وإنهاء نظام التمييز العنصري الذي يضطهد المواطنين الفلسطينيين حملة الجنسية الإسرائيلية.
ويتساءل بيان الحملة "كيف يمكن أن يقوم سلام عادل ودائم دون إزالة جذور الصراع الثلاثة هذه؟". ومن الأسباب أيضا أن النشاط يقام برعاية أو دعم أطراف إسرائيلية متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في إدامة الاحتلال وأشكال الاضطهاد الإسرائيلي الأخرى، مثل حزب الليكود المعادي لحقوقنا الوطنية".
ترويج سلمي للصراعورأت الحملة أن هذا النشاط يهدف في المحصلة إلى ترويج حل "سلمي" للصراع يفتقد لأدنى شروط العدالة، "وبالتالي يسهم في إدامة الظلم والاضطهاد الواقعين على الشعب الفلسطيني منذ عقود".
وقالت الحملة: "للأسف، فإن تأييد بعض الشخصيات الفلسطينية من رجال أعمال أو رجال دين أو سياسيين لهذه المؤسسة ومبادرتها تحت هذه الشعارات، يعكس إما جهلاً بالأجندة السياسية لهذا التيار، والمغلفة بشكل خادع بشعارات السلام، أو رغبة في تحقيق مكاسب ضيقة مقابل التنازل أو التغاضي عن بعض الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، حسب الشرعية الدولية".
وناشدت الحملة الجمهور الفلسطيني وجميع مؤيدي السلام الحقيقي القائم على العدل في العالم مقاطعة هذا الاحتفال التطبيعي، "والذي يعبر في جوهره عن برنامج سياسي خطير، يضر بمصالحنا الوطنية كشعب ويتناقض مع القانون الدولي والثوابت الوطنية الفلسطينية".
ودعت الحملة الفنانين العرب والفلسطينيين رفض المشاركة في هذا النشاط أو غيره من الأنشطة التي لا تسهم في إنهاء الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي لشعبنا، كشرط جوهري لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم.
وحثت الحملة الأعضاء الفلسطينيين في مختلف هيئات هذه المؤسسة، وخصوصا الشخصيات الدينية والوطنية ذات التاريخ المشرف، على سحب دعمهم لها.
وأشار البيان الى أن عدد مئات الشخصيات والمؤسسات وقعت على البيان المقاطعة ومنهم الفنان اللبناني مارسيل خليفة، وسماح إدريس رئيس تحرير مجلة الآداب، وعبد الجواد صالح باحث، عضو سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، إضافة الى عدد من المنظمات وهيئات المجتمع المحلي في فلسطين.
المصدر:
الجزيرة