رجال أمن مصريون بلباس مدني يعتقلون أحد المشاغبين في مواجهات العريش
ألقت السلطات المصرية القبض على العشرات من المتظاهرين في مدينة العريش الحدودية مع اسرائيل بعد مصادمات دامية استمرت من مساء السبت وحتى عصر الاحد اثر قيام المئات من قبيلة الفواخرية باعمال شغب واسعة النطاق في المدينة عقب قيام ملثمين باطلاق النار على مصلين في المدينة.
وقام المتظاهرون باحراق عشرات السيارات وتكسير واجهات مقر الحزب الحاكم والمجلس المحلي والبنك الاهلي وعدد من المحال التجارية، فيما قاموا بحرق عشرات الاطارات في الشوارع للحيلولة من دون دخول قوات الشرطة التي يتهمونها بالبطء في تعقب الجناة وتعمد تركهم.
وقامت قوات الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مما اصاب العشرات باختناقات، فيما قامت بإحالة اكثر من 70 شخصا الى النيابة العامة بتهمة اثارة الشغب واتلاف المال العام.
وفشل محافظ سيناء اللواء احمد عبدالحميد من دخول المدينة التي اصيبت بالشلل التام بعد اغلاق شوارعها من قبل المتظاهرين واغلاق جميع محالها فيما فشلت محاولات اعضاء البرلمان في احتواء الاحداث.
وكانت الاحداث قد اندلعت بعد صلاة العشاء يوم السبت بعد قيام ملثمين باطلاق النار على المصلين عقب خروجهم من المسجد، مما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص ثم استمروا في اطلاق النار في الهواء وفروا هاربين ولم تصل الشرطة الا بعد عدة ساعات، مما دفع بالمئات من ابناء المدينة التي ينتمي اغلب سكانها الى قبيلة الفواخرية بتنظيم تظاهرات حاشدة في انحاء المدينة بعد اشاعات حول عدم قيام الاجهزة الامنية بتتبع الملثمين، الذين يعتقد انهم من قبيلة الترابين، التي على خصومة مع الفواخرية، حيث اشارت الاشاعات الى ان اجهزة الامن غاضبة من اهالي العريش، الذين نظموا احتجاجات سابقة على وجود حالات تعذيب في السجون واستمرار اعتقال العشرات منذ تفجيرات سيناء عام 2004.
اعتقالات سوهاج
في سياق مماثل، وسعت السلطات المصرية حملة التوقيف في قرية اولاد طوق التابعة لدار السلام بمحافظة سوهاج للقبض على المتهمين في حادث مقتل مسيحيين بالقربة في الوقت، الذي استمر انتشار قوات في القرية لمنع حدوث اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين.
وافادت مصادر امنية ان عدد الموقوفين ارتفع الى اكثر من خمسين شخصا، لكن لم يتم التوصل الى المشتبه فيهم، فيما سارعت الاجهزة التنفيذية والشعبية الى عقد لقاء شارك فيه شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي لتهدئة الاجواء.
وقال طنطاوي انه لا فرق بين مسلم او مسيحي في مصر لاننا نسيج واحد ونحن جميعا ابناء وطن واحد اختلطت دماؤهم على ارض سيناء في حرب اكتوبر المجيدة ونعيش معا على ارض واحدة تظلنا سماء واحدة في وطن واحد نتعاون من اجل خدمة مصر ونهضتها ونشر نعم الامن والامان والاستقرار والسلام.
واشار في حفل افطار الوحدة الوطنية بمطرانية الاقباط الارثوذكس في مدينة سوهاج الى ان الدين الاسلامي يرفض التعصب الاعمى والعصبية البلهاء، التي تفرق بين الناس وان جميع الاديان السماوية تنص على ان الناس جميعا من ام واحدة وأب واحد.
ومضى قائلا 'اننا في مصر قد نختلف فيما بيننا، لكن هذه الخلافات لا تؤدي الى احقاد او ضغائن ولكنها طارئة سرعان ما تزول واننا الآن مسلمون ومسيحيون نجلس معا على مائدة افطار واحدة نأكل ونشرب سويا ومثل هذه اللقاءات من شأنها تجديد الاخوة والمحبة الصادقة بينهم'.
وقال اسقف سوهاج والمنشاة والمراغة الانبا باخوم اننا الآن نعيش اياما مباركة ايام الصوم تسمو فيها الروح وتزداد فيها المحبة واننا نجلس الآن سويا لتأكيد روح المحبة والتسامح الذي يسود بيننا فنحن نعيش معا في مصر مسلمين ومسيحيين في اندماج روحي ووحدة واحدة يضرب بها المثل بين جميع الدول.
وكان الاهالي عثروا على المزارعين صادق اسحاق صراف (45 سنة) وكرم اندراوس (40 سنة) مقتولين، وفيهما اصابات وجروح متعددة، حيث ترددت معلومات غير مؤكدة ان مقتلهما يرتبط باحداث قرية الكشح المجاورة لقرية اولاد الطوق التي شهدت مقتل 21 قبطيا ومسلم واحد خلال اشتباكات طائفية امتدت من 30 ديسمبر 2000 وحتى 5 يناير 2001