عودة نازحي نهر البارد ...

عادت عائلات فلسطينية كانت قد نزحت من مخيم نهر البارد للاجئين في شمال لبنان إلى المخيم الذي شهد مواجهات دامية بين الجنود اللبنانيين ومقاتلين إسلاميين من تنظيم فتح الإسلام استمرت شهورا.

واصطحبت العائلات العائدة معها أكياسا بلاستيكية تضم أغراضها، واضطرت للانتظار أمام مدخل المخيم ريثما تخضع لإجراءات التفتيش قبل أن يسمح لها الجيش اللبناني بالدخول إلى المخيم.

وهذه أول دفعة من ضمن 400 عائلة سمح لها الجيش اللبناني بالعودة إلى المخيم الذي كانت تسكنه قبل نزوحها منه.

وكان حصار الجيش اللبناني لمقاتلي فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد أدى إلى نزوح نحو 40 ألف لاجئ من سكان المخيم.

وخلفت المواجهات الدامية التي اندلعت في منتصف شهر مايو/أيار الماضي وانتهت في 2 سبتمبر/أيلول مقتل نحو 400 قتيل، من مقاتلي فتح الإسلام الذين كانوا متحصنين داخل المخيم وجنود الجيش اللبناني.

وتوفر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تشرف على عودة النازحين إلى المخيم عبر مراحل، النقل من مخيم بداوي الذي لجأ إليه النازحون بعد مغادرتهم نهر البارد.

وقال "أكرم عودة" البالغ من العمر 60 عاما لوكالة رويترز وهو ينتظر في حافلة السماح له بدخول المخيم "أنا سعيد جدا بالعودة إلى المخيم ولو أن ما تبقى من منزلي لا يزيد عن قطعة صغيرة جدا. إن هذه العودة هي عودة رمزية وكأنها عودة إلى فلسطين."

غير أن نازحين آخرين قالوا إنه تم تخويفهم مما يمكن أن يشاهدوه داخل المخيم. وبالتالي انتابهم الحزن بسبب الدمار الذي لحق بالمخيم.


خلفت المواجهات الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر مقتل نحو 400 شخص
وكان الجيش اللبناني قد منع الصحفيين من مرافقة النازحين العائدين إلى داخل المخيم.

وزودت الأونروا العائلات الفلسطينية العائدة إلى المخيم بالماء والطعام وأغراض أخرى، وقالت إنها ستنشئ عيادة طبية متنقلة.

وقدرت الحكومة اللبنانية تكلفة إغاثة نازحي نهر البارد وعمليات إعادة الإعمار والمساعدات المخصصة للبلديات المحلية في مبلغ 382.5 مليون دولار أمريكي.

غير أن وكالة رويترز للأنباء قالت إن المانحين الإقليميين والدوليين تعهدوا بتوفير مبلغ 37 مليون دولار أمريكي لمساعدة النازحين.